المفطرات المعاصره وحكمها هام جدا
المفطرات المعاصره وحكمها هام جدا
الأول: الأقراص التي توضع تحت اللسان.
والمراد بها: أقراص توضع تحت اللسان لعلاج بعض الأزمات القلبية، وهي تُمتص مباشرة ويحملها الدم إلى القلب فتتوقف الأزمة المفاجئة التي أصابت القلب.
حكمها: هي جائزة لأنه لا يدخل منها شيء إلى الجوف بل تُمتص في الفم، وعلى هذا فليست مفطرة.
الثاني: منظار المعدة.
وهو عبارة عن جهاز طبي يدخل عن طريق الفم إلى البلعوم ثم إلى المريء ثم إلى المعدة.
والفائدة منه: أنه يصوِّر ما في المعدة من قرحة أو استئصال بعض أجزاء المعدة لفحصها أو غير ذلك من الأمور الطبية.
والعلماء السابقون تكلموا على مثل هذا : في مسألة : ما إذا دخل شيئاًَ إلى جوفه غير مغذ كحصاة أو قطعة حديدة ونحو ذلك، والمنظار مثل هذا؛ فهل يُفَطِّر؟.
جمهور أهل العلم: أن هذا يفطر، فكل ما يصل إلى الجوف يفطر إلا أن الحنفية اشترطوا أن يستقر هذا الذي يدخل الجوف حتى يفطر، والبقية لم يشترطوا.
واستدلوا: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء الكحل.
وعلى هذا يكون المنظار على رأي الجمهور أنه يفطر، وعلى رأي الحنفية لا يفطر؛ لأنه لا يستقر.
الرأي الثاني: أنه لا يفطر بإدخال هذه الأشياء التي لا تغذي كما لو أدخل حديدة أو حصاة، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقال به بعض المالكية والحسن ابن صالح؛ لأن ذلك دلَّ عليه الكتاب والسنة على أن المفطر ما كان مغذياًَ.
وأما حديث الكحل الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتقائه فهو ضعيف، وعليه فالظاهر أنه لا يفطر، ولكن يستثنى من ذلك ما إذا وضع الطبيب على هذا المنظار مادة دهنية مغذية لكي يُسهِّل دخول المنظار إلى المعدة فإنه يفطر.
الثالث: القطرة.
وهي التي تستخدم عن طريق الأنف هل هي مفطرة؟.
للعلماء المتأخرين قولان:
القول الأول: أنها تفطر، قال به ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، واستدلوا بحديث لقيط بن صبرة مرفوعاًَ " وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماًَ " ، فهذا دليل على أن الأنف منفذ إلى المعدة، وإذا كان كذلك فاستخدام هذه القطرة نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وأيضاًَ نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن المبالغة في الاستنشاق يتضمن النهي عن إدخال أي شيء عن طريق الأنف ولو كان يسيراًَ؛ لأن الداخل عن طريق المبالغة شيء يسير.
القول الثاني: أنها لا تفطر، واستدلوا: بما تقدم من القياس على ما تبقى من المضمضة، والقطرة يصل منها شيء يسير إلى المعدة، فالقطرة الواحدة = 0.06 من السنتيمتر الواحد المكعب، ثم ستدخل هذه القطرة إلى الأنف ولن يصل إلى المعدة إلا شيء يسير فيكون معفواًَ عنه.
وكذلك أن الأصل صحة الصيام وكونه يفطر بهذا فهذا أمر مشكوك فيه؛ والأصل بقاء الصيام واليقين لا يزول بالشك. وكلا هذين الرأيين لهما قوة.
الرابع: بخاخ الأنف: البحث فيه كالبحث في بخاخ الربِو: فيكون بخاخ الأنف لا يفطر.
الخامس: التخدير؛ وتحته أنواع:
الأول: التخدير الجزئي عن طريق الأنف: وذلك بأن يشم المريض مادة غازية تؤثر على أعصابه فيحدث التخدير، فهذا لا يفطر؛ لأن المادة الغازية التي تدخل الأنف ليست جرماًَ ولا تحمل مواد مغذية.
الثاني: التخدير الجزئي الصيني: نسبة إلى بلاد الصين؛ يتم بإدخال إبر جافة إلى مراكز الإحساس تحت الجلد فتستحث نوعاًَ من الغدد على إفراز المورفين الطبيعي الذي يحتوي عليه الجسم؛ وبذلك يفقد المريض القدرة على الإحساس.
وهذا لا يؤثر على الصيام ما دام أنه موضعي وليس كلياًَ؛ ولعدم دخول المادة إلى الجوف.
الثالث: التخدير الجزئي بالحقن: وذلك بحقن الوريد بعقار سريع المفعول؛ بحيث يغطي على عقل المريض بثوانٍِ معدودة، فما دام أنه موضعي وليس كلياًَ فلا يفطر ؛ ولأنه لا يدخل إلى الجوف.
الرابع: التخدير الكلي: اختلف فيه العلماء: وقد تكلم فيه العلماء السابقون في مسألة المغمى عليه ؛ هل يصح صومه ؟ وهذا لا يخلو من أمرين:
الأول: أن يغمى عليه جميع النهار؛ بحيث لا يُفيق جزءاًَ من النهار، فهذا لا يصح صومه عند جمهور العلماء . ودليله قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : ( يدع طعامه وشهوته من أجلي ) فأضاف الإمساك إلى الصائم؛ والمغمى عليه لا يصدق عليه ذلك.
الثاني: أن لا يغمى عليه جميع النهار : فهذا موضع خلاف. والصواب أنه إذا أفاق جزءاًَ من النهار أن صيامه صحيح ، وهذا قول أحمد والشافعي. وعند مالك: أن صيامه غير صحيح مطلقاًَ. وعند أبي حنيفة : إذا أفاق قبل الزوال يجدِّد النية ويصح الصوم، والصواب قول أحمد والشافعي ؛ لأن نية الإمساك حصلت بجزءٍِ من النهار، ويُقال في التخدير مثل ذلك.
السادس: قطرة الأذن؛ والمراد بها:
عبارة عن دهن" مستحضرات طبية " يصب في الأذن؛ فهل يفطر أو لا؟ والطب الحديث: بيّن أنه ليس بين الأذن والدماغ قناة يصل بها المائع إلا في حالة واحدة ؛ وهي ما إذا حصل خرق في طبلة الأذن ، وعلى هذا الصواب : أنها لا تفطر .
مسألة: إذا كان في طبلة الأذن خرق : فإنه حينئذ تكون المداواة من طريق الأذن؛ حكمها حكم المداواة عن طريق الأنف ، وهذا تقدم .
السابع: غسول الأذن: وهذا حكمه حكم قطرة الأذن : إلا أن العلماء قالوا: إذا خرقت طبلة الأذن فإنه ستكون الكمية الداخلة إلى الأذن كثيرة فتكون مفطرة.
فإذاً غسول الأذن ينقسم إلى قسمين:
1- إذا كانت الطبلة موجودة فلا يفطر.
2- إذا كانت الطبلة فيها خرق : فإنه يفطر؛ لأن السائل الداخل كثير.
المفطر الثامن: الحقن العلاجية: وهذه تنقسم إلى : 1- حقن جلدية . 2- حقن عضلية . 3- حقن وريدية.
فأما الحقن الجلدية والعضلية غير المغذية فلا تفطر عند المعاصرين, وقد نص على ذلك ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، والدليل: أن الأصل صحة الصوم حتى يقوم دليل على فساده, وكذلك هي ليست أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما.
أما الحقن الوريدية المغذية: فهي موضع خلاف:
الرأي الأول: أنها مفطرة : وهو قول الشيخ السعدي وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله , ومجمع الفقه الإسلامي, والدليل : أنها في معنى الأكل والشرب , فالذي يتناولها يستغني عن الأكل والشرب .
الرأي الثاني: أنها لا تفطر؛ لأنه لا يصل منها شيء إلى الجوف من المنافذ المعتادة, وعلى فرض أنها تصل, فإنها تصل عن طريق المسام, وهذا ليس جوفاً ولا في حكم الجوف.
والأقرب: أنها مفطرة؛ لأن العلة ليست الوصول إلى الجوف بل العلة حصول ما يغذي البدن وهذا حاصل بهذه الإبر.
مسألة: الإبر التي يتعاطاها مريض السكر ليست مفطرة .
التاسع: قسطرة الشرايين.
وهي عبارة عن أنبوب دقيق يدخل في الشرايين لأجل العلاج أو التصوير.
ذهب مجمع الفقه الإسلامي أنها لا تفطر؛ لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما ولا يدخل المعدة.
العاشـر: الغسيل الكلوي: وله طريقتان:
الأولى: الغسيل بواسطة آلة تسمى " الكلية الصناعية " حيث يتم سحب الدم إلى هذا الجهاز , ويقوم الجهاز بتصفية الدم من المواد الضارة ثم يعود إلى الجسم عن طريق الوريد، وفي أثناء هذه الحركة قد يحتاج إلى سوائل مغذية تعطى عن طريق الوريد.
الثانية: عن طريق الغشاء البريتواني في البطن: وبذلك بأن يدخل أنبوب صغير في جدار البطن فوق السرة , ثم يدخل عادة لتران من السوائل تحتوي على نسبة عالية من السكر الجلوكوز إلى داخل البطن, وتبقى في الجوف لفترة ثم تسحب مرة أخرى ويكرر هذا العمل عدة مرات في اليوم.
واختلف المعاصرون فيه هل هو مفطر أم لا؟ الصواب: أنه مفطر, قال به ابن باز رحمه الله , وفتوى اللجنة الدائمة.
وأدلتهم: أن غسيل الكلى يزود الدم بالدم النقي, وقد يزود بمادة غذائية أخرى, فاجتمع مفطران.
الحادي عشر: التحاميل التي تستخدم عن طريق فرج المرأة، ومثله: الغسول المهبلي، فهل تفطر هذه الأشياء أو لا؟ تكلم عليها العلماء قديماً وحديثاً عند المالكية والحنابلة أن المرأة إذا قطرت في قبلها مائعاً فإنها لا تفطر، وعلَّلوا : بأنه ليس هناك اتصال بين فرج المرأة والجوف.
القول الثاني للحنفية والشافعية: أن المرأة تفطر بذلك، وعلتهم وجود اتصال بين المثانة والفرج.، والطب الحديث يقول: بأنه لا منفذ بين الجهاز التناسلي للمرأة وبين جوف المرأة , وعلى هذا لا تفطر بتلك الأشياء.
الثانـي عشر: التحاميل التي تؤخذ عن طريق الدبر: وتستخدم لعدة أغراض طبية: لتخفيف الحرارة وتخفيف آلام البواسير، ومثله : الحقن الشرجية.
أولاً : الحقن الشرجية: تكلم عليها العلماء في السابق الأئمة الأربعة يرون أنها مفطرة؛ لأنها تصل إلى الجوف.
الرأي الثاني: للظاهرية واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية : أنها لا تفطر , لأن هذه الحقنة لا تغذي بأي وجه من الوجوه بل تستفرغ ما في البدن , كما لو شمَّ شيئاً من المسهلات، ولأن هذا المائع لا يصل إلى المعدة.
وأما العلماء المتأخرون فبنوا خلافهم على الخلاف السابق، وهل هناك اتصال بين فتحة الشرج والمعدة ؟! من قال أنها تفطر يقول : هناك اتصال , ففتحة الدبر متصلة بالمستقيم , والمستقيم متصل بالقولون" الأمعاء الغليظة " وامتصاص الغذاء يتم عن طريق الأمعاء الدقيقة , وقد يكون عن طريق الأمعاء الغليظة امتصاص بعض الأملاح والسكريات .
أما إذا امتصت أشياء غير مغذية كالأدوية العلاجية فإنها لا تفطر، وذلك بأنه لا تحتوي على غذاء أو ماء . وهذا التفصيل هو الأقرب.
ثانياً: التحاميل عن طريق الدبر ، فيها رأيان : أنها لا تفطر، وهو قول ابن عثيمين رحمة الله ، لأنها تحتوي مواد علاجية دوائية ، وليس منها سوائل غذائية , فليست أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما، وهذا هو الصواب.
الثالـث عشر: المنظار الشرجي : الطبيب قد يدخل المنظار في فتحة الدبر ليكشف على الأمعاء , والتفصيل فيه نفس التفصيل في منظار المعدة .
الرابع عشر: ما يدخل في الجسم عبر مجرى الذكر من منظار أو محلول أو دواء : فهل هذا مفطر ؟! تكلم عنها العلماء في الزمن السابق.
الرأي الأول: مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة: أن التقطير في الإحليل لا يفطر , ولو وصل إلى المثانة، واستدلوا : بأنه ليس هناك منفذ بين باطن الذكر و الجوف.
الرأي الثاني: وهو المصحح عند الشافعية: أنه يفطر؛ لأن هناك منفذ بين المثانة والجوف. وفي الطب الحديث: لا علاقة بين المسالك البولية والجهاز الهضمي: وعليه الصواب أنه لا يفطر.
| |||
0 التعليقات